المغربي- المدير العام
عدد الرسائل : 5544
العمر : 47
Localisation : maroc
Emploi : en pharmacie
Loisirs : sport internet
تاريخ التسجيل : 25/03/2007
بطاقة الشخصية
البطاقة الشخصية:
من طرف المغربي الإثنين 10 ديسمبر 2007, 5:30 am
العنف الأسري: ظاهرة دولية وعربية أيضاً |
للامانة منقول |
يجد المختصون صعوبة في تحديد مفهوم العنف الأسري بشكل دقيق، غير انهم يقولون إنه عنف موجه لواحد أو أكثر من أفراد الأسرة ذاتها أو احد منها، أو هو كل أشكال السلوك العدواني الذي تترتب عنه علاقات قوة غير متكافئة داخل المحيط الأسري.
في العام ,1999 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بواسطة القرار رقم 54/,134 يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل سنة، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، كما دعت بنفس القرار الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات معدة خصيصا لزيادة الوعي بالمشكلة في ذلك اليوم .
ويعتبر العنف الأسري ظاهرة غريبة وجديدة على مجتمعاتنا العربية إلى حد كبير، وقد طرقت أبوابنا في الآونة الأخيرة بشدة أو قل بدأنا بالحديث عنها بشيء من الجرأة، وربما يكون هذا النوع من العنف ناتجا عن حجم الضغوط التي يواجهها الإنسان العربي سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو حتى الاجتماعي، كما لا ننسى تأثيرات انفجار الثورة المعرفية والإعلامية، ووفرة عروض العنف في الميديا العالمية خاصة الفضائيات، والحقيقة أن هذه الظاهرة منتشرة ومعروفة في كل المجتمعات المتقدمة منها والمتخلفة على حد سواء، إلا أن الإحصاءات الدقيقة لحجم انتشارها في العالم العربي غير معروفة، لما ينتابها من تستر ورغبة في عدم الإفشاء أحياناً على اعتبار ان الخلافات الأسرية وخباياها الحميمة لا ينبغي في نظر البعض ان تفشى، أو مخافة التعرض للمزيد من العنف بعد التشهير وإعلانه.
وعلى رغم هذا التكتم، ثمة مؤشرات رقمية تعطي دلالة لحجم هذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال، هناك واحدة من كل 4 سيدات سوريات تتعرض للعنف الأسري، وثمة 40 ألف من أصل 46 ألف حالة طلاق في الكويت سببها عنف الزوج، وتشير إحدى الدراسات إلى أن العنف الأسري هو أكثر أشكال الممارسات العنيفة في المجتمع المصري، سواء كانت أمًا أو زوجة أو ابنة، ويتمخض هذا العنف في أشكال مختلفة، كالضرب وسوء المعاملة والسخرية والاستهزاء والتهديد بالإيذاء والعقاب، إضافة إلى التهديد المستمر بالطلاق، وفي الأردن أجاب 86% من طلبة الجامعة بوجود عنف داخل عائلاتهم، وأن 21 من أمهات طلبة الجامعة عينة الدراسة تعرضن للعنف الجسدي، في الضفة الغربية وقطاع غزة بينت 52% من النساء الفلسطينيات أنهن تعرضن للضرب على الأقل مرة واحدة خلال العام السابق، أما في المغرب فأظهرت مراجعة لملفات قضايا الزوجية بالمحكمة الابتدائية لمدينة الدار البيضاء، عددها الإجمالي 3000 ملف، أن 1503 ملفات منها يتعلق بالمطالبة بالنفقة، إلا أن تحليلها أظهر تعرض النساء المدعيات للعنف داخل المنزل، وفي دراسة أخرى جرت مؤخرًا توضح أن نسبة 9,20% في عموم النساء البحرينيات يتعرضن لأسباب العنف دون وجود مبرر معقول!!
أما في تونس، فقد أجرى الاتحاد الوطني للمرأة التونسية دراسة حول العنف الزوجي عام 1991 أبرزت ضخامة هذه الظاهرة وخصوصياتها، وتبين الدراسة أن 8,51% من النساء اللواتي يتعرضن للعنف يلجأن إلى العائلة، بينما تتجه 9,3% فقط إلى مراكز الشرطة، 5,3 إلى المحاكم، 1,4 إلى المرشدات الاجتماعيات، ولعل من الطريف هنا أن نذكر أن العنف الأسري له شكل منعكس في تونس، حيث إن بعض ضحاياه من الرجال المعنفين من قبل زوجاتهم، فقد ذكرت الأنباء أن العربي بن علي الفيتوري، وهو احد وجوه المجتمع المدني، بادر بتخصيص فضاء بأحد مدن الضاحية الشمالية كملجأ للأزواج المضطهدين من قبل زوجاتهم في تونس والذين غالبا ما يجدون أنفسهم خارج بيت الزوجية بسبب معاملة أو عنف زوجاتهم!
هذه مجرد مؤشرات عن واقع العنف الأسري في الوطن العربي، فماذا عن العالم؟ حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية يتبين ان العنف الذي تتعرض له المرأة في المنزل أكثر من الاعتداءات التي تواجهها خارج المنزل. وقد اعتمد التقرير على استطلاع رأي 24 ألف سيدة في عشر دول من بينها اليابان والبرازيل واثيوبيا ونيوزيلندا. وأشار التقرير إلى ان امرأة من كل ست سيدات، وفي بعض المجتمعات فإن امرأتين من كل ثلاث سيدات يتعرضن لأذى أزواجهن أو شركائهن المقيمين معهن أو اصدقائهن، ولا تبلغ نساء كثيرات عن العنف في البيت لانهن يعتبرنه مسألة عادية.
وتخشى أخريات من أنهن قد يحرمن من ابنائهن أو يتعرضن للفضيحة. وفي حالات كثيرة ترى السلطات أنه شأن خاص وترفض التدخل، ويرسم التقرير صورة مروعة من العظام المكسورة والكدمات والحروق والرؤوس المشجوجة والفكاك المخلوعة والاغتصاب والخوف، وطبقا للتقرير فإن ما بين 4 في المئة و12 في المئة من النساء اللاتي كن حوامل اشتكين من تعرضهن للضرب اثناء الحمل وأن أكثر من 90 بالمئة يتعرضن للضرب على يد آباء الأطفال الذين لم يولدوا، وطبقا للتقرير فإن العنف المنزلي منتشر أكثر بين السكان المتعلمين تعليما محدودا وفي البلدان منخفضة الدخل رغم انه ظاهرة عالمية، وبشيء من التفصيل، تقول الأرقام إن هناك مليون امرأة أميركية في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي لا يصل إلى درجة الموت، ويكون هذا الاعتداء من قبل شخص قريب للضحية، هذه الإحصائية تعتبر من أكثر الإحصائيات اعتدالاً، وهناك أربعة ملايين أميركية تقع تحت اعتداء خطير، من قبل شريك قريب لها خلال سنة، أما في بريطانيا فإن أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك، وارتفع العنف في البيت بنسبة 46% خلال عام واحد، كما وجد أن 25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن، تتلقى الشرطة البريطانية 100 ألف مكالمة سنويًا لتبلغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات، وفي فرنسا تتعرض نحو مليوني امرأة للضرب في السنة، وفي كندا ثمة 3% من الزوجات صرحن بأنه قد تم الاعتداء عليهن بشكل أو بآخر لمرة واحدة على الأقل منذ بلوغهن سن السادسة عشرة، وفي نيوزلندا هناك تقريبًا 300 ألف امرأة وطفل كانوا من ضحايا العنف العائلي، وتبعًا لدراسة، تبين أن معدل انتشار العنف العائلي يبلغ نحو 14% من حصيلة العنف هناك، أما في النمسا فقد ذكر أن العنف المنزلي كان في أحد الأعوام العامل المساعد في فشل الزواج في 59% من 1500 قضية طلاق، وفي ألمانيا ذكرت دراسة ألمانية أن ما لا يقل عن مائة ألف امرأة تتعرض سنويًا لأعمال العنف الجسدي أو النفساني التي يمارسها الأزواج أو الرجال الذين يعاشرونهن مع احتمال أن يكون الرقم الحقيقي يزيد عن المليون!
صحيح أن العنف الأسري ليس ظاهرة عربية فحسب، بل هي ظاهرة دولية، إلا أننا لم نزل في الوطن العربي نتستر على هذا الواقع، ولم نزل ننظر إلى مسألة ‘’إفشائه’’ كنوع من أنواع العيب، مع أن أي معالجة لهذه الظاهرة لا يمكن أن تتم دون معرفة حجم واقعها الفعلي! |
|