على هامش فوز المنتخب التونسي على نظيره السيشالي (4 ـ 0)
تحقق المطلوب وبرز جيل جديد من الشبان
ملعب 7 نوفمبر برادس، طقس بارد، جمهور قليل العدد.
الحكم: بادرا دياتا (السينغال) بمساعدة با محمدو وماغيبي.
الاهداف: عصام جمعة 26د وكمال زعيم 40 و66دق وأيمن الشرميطي 83دق.
المنتخب التونسي: القصراوي ـ الجعايدي ـ الجمالي ـ حقي ـ البكري ـ المناري (مجدي تراوي) ـ كمال زعيم (كريم النفطي) ـ عادل الشاذلي ـ بن عاشور ـ زياد الجزيري (الشرميطي) ـ عصام جمعة.
منتخب السيشال: صوفانسون ـ دينيس بارب ـ استرتاد ـ جونتان بيبي ـ هانريات ستيف (بال دينيس) ـ غودفراي ـ نيبورات ـ ماتيوت مارفان ـ ديفران ـ دوراساني ـ روسي الغاني (لابورت).
حقق المنتخب التونسي مساء السبت الماضي انتصارا هاما على حساب منافسه السيشالي في اطار الجولة الرابعة من تصفيات كأس افريقيا للأمم غانا 2008 حيث ضرب منتخبنا بقوة شباك المنافس في أربع مناسبات كاملة ليثبت بالتالي أقدامه في صدارة مجموعته ويواصل مشواره بكل ثبات نحو النهائيات... ورغم أن المنتخب التونسي لم يجد في سهرة السبت صعوبات تذكر ضد منافس كان متواضع الامكانيات وفي متناول عناصرنا الا أن منتخبنا اظهر عدة نقاط ايجابية نتمنى أن تتواصل وتتأكد في المباريات القادمة.
عصام جمعة من حسن الى أحسن
مثلما أكد ذلك مدرب المنتخب التونسي روجي لومار عقب المباراة فان المهاجم عصام جمعة تحمل عبءا كبيرا من المقابلة وخاصة في شوطها الأول حيث كان المنشط الأساسي للهجوم التونسي وتميز بتسرباته الجانبية امام منافس لعب بطريقة التسلل فكان جمعة الوحيد تقريبا الذي نجح في تكسير هذه الخط بفضل سرعته وحذقه المراوغة وموّل زملاءه بعديد التمريرات والتوزيعات التي لم يقع استغلالها على الوجه الأكمل ليتمكن في الدقيقة 25 وعلى اثر مخالفة جانبية من الجهة اليمنى من افتتاح النتيجة ومنح الاسبقية للمنتخب التونسي بل انه كان في الدقيقة 41 مصدر الهدف الثاني لمنتخبنا اثر تسرب من الجهة اليسرى وتوزيعة تلقاها كمال زعيم وبتصويبة رأسية ضاعف النتيجة كما كان عصام جمعة مصدر الهدف الرابع في الدقيقة 83 لما نفذ مخالفة في مستوى القائم الثاني كان لها الشاب الشرميطي بالمرصاد ليحقق الهدف الرابع.
عصام جمعة الذي كان قد تألق في لقاء الذهاب في فيكتوريا وأمضى ثلاثية اكد مساء السبت انه اكتسب الخبرة اللازمة من احترافه مع فريق لانس الفرنسي وانه هذّب طريقة لعبه وحسّن امكاناته الفنية البدنية.
تأكيد الشبان
الانطباع الجيد والايجابي الذي خرج به الجميع في اعقاب مباراة المنتخب التونسي ضد نظيره السيشالي يتمثل في المردود المقنع والأداء المقنع للعناصر الشابة والتي نخصّ بالذكر منها كمال زعيم الذي كان في مستوى ثقة الاطار الفني لما اقحمه كأساسي عوضا عن عبد الكريم النفطي حيث لعب زعيم دون مركبات ونجح في تسجيل ثنائية منها الهدف الثاني الذي يؤكد قوة شخصية هذا الشاب والثقة الكبيرة في نفسه وفي امكانياته لما من بعد 20 مترا تقريبا باغت الحارس السيشالي بتسديدة قويّة معلنا عن الهدف الثالث للمنتخب والثاني لزعيم.
ومن المفاجآت السارة في المقابلة الشاب أيمن الشرميطي الذي رغم أنه لم يلعب سوى 20 دقيقة فقط فإنّه نجح في تهديد مرمى الحارس السيشالي في أكثر من مناسبة ثم في امضاء الهدف الرابع وهي نقطة هامة جدّا لهذا الشاب اذ لا يمكن تقدير قيمة هدف يسجله لاعب في أول ظهور له مع المنتخب وفي مباراة رسمية وهو هدف سيكون بالتأكيد خير دافع للشرميطي لبذل مجهود أكبر من اجل تثبيت مكانه في المنتخب واقتلاع مكانه كأساسي وهو ما أكده اللاعب نفسه اثر المباراة معرجا كذلك على المساعدة الكبيرة والمساندة التي وجدها من زملائه في المنتخب حتى يندمج بسرعة مع المجموعة.
هل يمكن الحديث عن نجاعة هجومية؟
مهما كانت قيمة المنافس فإنّ تسجيل أربعة أهداف في مباراة رسمية يعدّ من الأشياء الايجابية لكن هل أن تحقيق رباعية يعني بالضرورة ان النجاعة الهجومية كانت حاضرة في هذه المباراة؟.
احقاقا للحق فإنّ المنتخب التونسي كان بامكانه ان ينهي اللقاء بنتيجة اعرض بكثير بالنظر الى عدد الفرص التي توفرت له وخاصة في الشوط الثاني وبالنظر الى تواضع امكانات المنافس لكن منتخبنا وجد صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع السيشالي خاصة في الشوط الأول بالنظر الى الطريقة المعتمدة من المنافس وهي طريقة التسلل في مستوى متقدم في الميدان وكان على منتخبنا ان يركز أكثر على التسربات الجانبية ويتجنب التوزيع في العمق كما أنه كان بامكانه ان يتدرج نحو مرمى المنافس بالتبادل الثنائي والثلاثي للكرة لكنه لم يفعل ذلك ولم ينجح في ايجاد الحلول الا في الشوط الثاني لما تحسن الأداء وساهمت معاضدة الظهيرين في اختراق دفاع المنافس الا انه في الشوط الثاني كانت اللمسة الأخيرة مفقودة حيث كان بامكان عناصرنا تسجيل مالايقل عن أربعة أهداف بدت سهلة في هذا الشوط، فهل يمكن الحديث في ظل هذه الوضعيات عن نجاعة هجومية؟.
ومهما يكن من أمر ورغم ان المباراة كانت في متناول منتخبنا ورغم أن عناصرنا لم تجد أي مقاومة تذكر من المنافس الذي كان متواضعا لذا فإنّ ما تحفظه الذاكرة بروز مجموعة شابة من اللاعبين قادرة على أخذ المشعل عن البعض الذي حان الوقت لتقاعدهم كما أن بعض اللاعبين اكدوا تحسنهم وثقة الاطار الفني فيهم على غرار البكري وجمعة والنفطي.
المنتخب التونسي تنتظره مباراتان فقط لانهاء المشوار في الصدارة والترشح الى النهائيات وبعض المؤشرات التي برزت ولاحت في سهرة السبت تجعلنا متفائلين.